Thursday, December 24, 2009

المسألة الحقيقية هي ماذا بعد عام 2011؟


Today in Alquds:


'البرادعي': هذا سعار من النظام في الهجوم علي

وإلى معركة البرادعي، والجزء الثالث والأخير من الحوار الذي نشرته 'الشروق' يوم الثلاثاء، جميل مطر ـ ومما قاله البرادعي: 'اتهموني وقالوا ليثبت لنا أنه لا يملك الجنسية السويدية، تخيل أن أحدا يقول لك إنك رجل مجرم وبدون أن يكون معه قرائن على ذلك، يطلب منك أن تثبت له أنك لست مجرما، هذه قضايا سب وقذف. لم يحدث في أي وقت ان كان لدي أي جنسية غير المصرية ـ شنعوا فقالوا إنني كنت الأخير على دفعتي، هذا كذب فأنا كنت التاسع على 34، أما حكايتي مع العراق فكان ردي عليهم ما جاء في الوثائق الدامغة التي بعثت بها إليكم في 'الشروق' هؤلاء لا يقرأون الصحف الأجنبية، لا يعرفون ما كتبته الجرائد حين حصلت على جائزة نوبل، كتبت أن الجائزة كانت ركلة في ساق بوش، لأنه تحداه في موضوع العراق.
أنا أتصور أنني منعت الحرب في إيران لأن أمريكا حين أعلنت أن إيران لديها برنامج نووي قلت حينئذ 'نحن لا نملك الوثائق التي تثبت ذلك'.
عندما يقولون، إننا لا نعرف مشكلاتنا، هذا غير صحيح لأنه يكفي للشخص أن يضع قدمه في مصر لمدة خمس دقائق ليعرف بعض أهم مشكلات مصر، لدينا 42' من الشعب المصري يعيش تحت خط الفقر المدقع، التعليم غير موجود في مصر، التعليم الذي تستطيع من خلاله أن تنافس في التنمية الاقتصادية غير موجود، عمليا نحن لن نستطيع أن نسير إلى الأمام دون التغلب على الفقر فالفقر هو أقوى أسلحة الدمار الشامل، وهو مرتبط بغياب الحكم الرشيد وبالعنف وبالتهميش وبالحروب الأهلية، لذلك إذا كنت أريد أن أبدأ، يجب أن أبدأ بعلاج المشكلة الأساسية وهي الفقر.
وهذا لن يتأتى إلا بالتعليم، والحكومة تصرف على التعليم ما لا يزيد على 4' من إجمالي الناتج المحلي، في الوقت نفسه تركيا هذا العام يستحوذ التعليم على أكبر جزء من إجمالي الناتج المحلي، الصحة في مصر لا تستحوذ إلا على 1.3' من إجمالي الناتج المحلي، في الـ30 سنة الماضية، معدل زيادة دخل الإنسان المصري في السنة 1.2' معدل مذهل، عندنا اختلالات هيكلية في المنظومة الاقتصادية بالكامل، وضعف الادخار المحلي تواضع معدل التراكم الرأسمالي وتدني مساهمة القطاعات الانتاجية الرئيسية الزراعة والصناعة وتواضع نوعية رأس المال البشري، والتضخم والعجز المستمر في الموازنة والدين المحلي الذي يبتلع أكثر من 43' من الموازنة، كذلك وصلت البطالة الى معدلات خطيرة.
يكفي أن نعرف أن الزراعة التي يشتغل فيها 27' من القوى العاملة تسهم بـ15' فقط من الناتج القومي ولم تحقق سوى 1.8' معدل نمو في ال15 سنة الماضية في الناتج القومي، لن نخرج من عنق الزجاجة إلا من خلال الإصلاح المؤسسي وضمن الإطار القانوني'.
أنا لم أقل إني سأرشح نفسي، بل قلت إذا قررت أن أرشح نفسي، فلا بد أن نتوافق، ومازلت أقول إن رئيس الجمهورية في مصر يجب أن يكون رئيسا توافقيا بمعنى أن يستطيع أن يجمع الصفوف من جماعة الإخوان المسلمين الى الأقباط، المصالحة الوطنية ليس معناها بيعة، المسألة لا تتعلق إطلاقا بترشيحي رئيسا للجمهورية. أو من الذي سيترشح، أو من الذي سيفوز، المسألة الحقيقية هي ماذا بعد عام 2011؟ هذا ما يجب أن أعدله من الآن يجب أن يلتم الشعب المصري مرة أخرى كأمة، من قوميين وإسلاميين وأقباط ويساريين، وكل هذه التقسيمات موجودة في أي مجتمع، ولكن هناك أيضا قيما أساسية، حق الإنسان في حياة حرة وكريمة'.

'لا تجزع يا برادعي فلن ترضى عنك السلطة حتى تتبع طريقها'

وما أن انتهى البرادعي من كلامه حتى تقدم زميلنا بوكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية الدكتور عمار علي حسن، وأخذ يربت على كتفه مواسيا له، وقال:
'لا تجزع يا برادعي فلن ترضى عنك السلطة حتى تتبع طريقها، ولن تكف عنك أقلام المرتزقة والمنافقين والخدم حتى تخلع نعليك وتسجد للمستبدين والفاسدين، وأعلم أنهم سيهاجمونك ظنا منهم أن نصالك ستنكسر، وإرادتك ستخور، ولسانك سيخرس، فإن سقط جناحاك سيجرون إليك بما لديهم من منافع ومناصب ويلهثون وراءك تسبقهم ذرائعهم الواهية وحججهم الباطلة فإن ضعفت وصعرت لهم خدك سيضمونك إلى طابورهم الذي تدب أقدامه الثقيلة فوق ظهورنا وبعدها سيلقون بك من أقرب نافذة، مذموما مدحورا، ولن يكون أمامك إلا أن تبتلع لسانك الى الأبد، وتعيش معزولا تروض أحزانك، عليك يا برادعي أن تعرف أن مجرد إعلان نيتك بخوض انتخابات الرئاسة قد ساق الى بلادنا ريح تغيير جديدة وكلامك عن تهيئة مناخ مناسب لمنافسة عادلة متكافئة على المنصب الرفيع ألقى حجرا ضخما في مياهنا الراكدة.

No comments:

Post a Comment