Tuesday, April 13, 2010

محمد البرادعى فرصة مكتملة للمصريين ليصبحون سادة الدنيا

د. هشام الحمامي

wrote in Almesryoon.com:

يتذكر المصريون جيدا ولاية محمد على (1805-1848)والذي اقترن مجيئه بحملة شعبية قوية كانت على أثر خروج الفرنسيين بعد فشلهم في تحقيق مشروعهم..وهى الحملة التي حشدها ونظمها وقادها السيد عمر مكرم نقيب الأشراف ولتكون المرة الأولى في تاريخ الدولة العثمانية التي يعين فيها والى باختيار شعبي..ثم تطورت الأمور وأصبح ملك مصر لمحمد على وذريته من بعده بموجب معاهده 1840م فكانت شرعية الحكام من بعده شرعية التوارث كما فى كثير من بلدان العالم وقتها..ثم جاء الرئيس عبد الناصر وألغى حكم أسرة محمد على وأعلن الجمهورية على أثر حركة عسكرية لم يكن للشعب المصري دور فيها اللهم إلا تأييدها بعد أن ثبت تغلبها..وقامت شرعية جديدة لحكم جديد أصطلح علماء أهل السنة بتسميتها شرعيه الحكم المتغلب ..ثم كان أن عين الرئيس عبد الناصر الرئيس السادات وكان أن عين الرئيس السادات الرئيس مبارك – متعه الله بالصحة والسلامة - عملية التعيين كانت تتم بعد عمل استفتاء شعبي حرصا على استحضار الشعب في عمليه انتقال السلطة..وهى استفتاءات كانت ذا طبيعة إدارية أكثر منها انتخابية.. سنه 2005تم تعديل مادتين في الدستور المصري تتيح لأي مواطن الترشح للمنصب الأعلى في الدولة وتم إحاطتهما بشروط تمنع على أي مواطن الترشح لهذا المنصب.إذ يرى البعض أن حكم مصر موضوع معقد..الدخول فيه صعب والخروج منه صعب وهو موضوع أكبر من قدرات الشعب الذى وصفه البعض بأنه غيرناضج ولم يستوف بعد شروط العملية الديمقراطية. البعض يؤكد أن هناك حرصا شديدا من أطراف كثيرة على أن يكون هذا الشعب_ الغير ناضج_ فى وضعية (لا تتركه يحيا ولا تدعه يموت)يسير متعبا دائما متألما أبدا..شارد الفكر تائه الخطوات يعانى على الدوام من الفقر والمرض والجهل بما يجعله دائما غيرناضج..وبالتالي غير مؤهل للعملية الديمقراطية..فالديمقراطية ثقافة وسلوك وتربية وتحتاج وقت طويل حتى تتعلمها الشعوب..أضف إلى ذلك.. دخول لاعب جديد فى العملية الانتخابية يقدم(الإسلام) كموضوع للاقتراع بين الناخبين!! ولأن موضوع الدين هو خط الدفاع الأخير للناس عن وجودهم ..فسيتم انتخابهم بغض النظر عن أي شيء..وإذا جاء هذا اللاعب للحكم..فسيتم نسف عمليه الاستقرار فى الشرق الأوسط كله. اكتملت إذن الحجج الدامغة على أن دخول الشعب فى عمليه اختيار الحاكم ذات أضرار جمة.اكتملت استدارة الدائرة المستديرة السيئة التي يسميها علماء الطب(فيشيص سيركل)..والتي تؤدى من سيء إلى أسوأ إلى أكثر سوء. وهى الدائرة التي يقاتل أصحاب المصالح من أجل بقائها وتتكون من : 1/ضرورة إضعاف الناس وإفقارهم وإمراضهم 2/ضرورة وجود الإسلاميون في الانتخابات 3/ضرورة وجود الاستبداد المتشابك بالفساد.

وإذ فجأة وفى ليلة لايعرف أحد متى أحتلك سوادها ظهرفى الأفق البعيد شخص اسمه محمد البرادعى..أغتسل(بالماء الدولي المحصن)بنفسه... لذلك فكله محصن من السهام والرماح السلطانية..وليس فيه نقطه ضعف كتلك التي تركتها (ثيتس)فى كعب ابنها(أخيل)وهى تغسله فى البحيرة كما تحكى الأساطير الإغريقية.

ظهر الرجل كما الشراع الأبيض لملاح تائه وسط ضباب كثيف..جعل الجميع فى حيرة من أمرهم .. فالسلطة لا تعرف من أين تباغته..ولا زالت إلى الآن تبحث عن جزء منه غيرمحصن فتأتيه منه.

الأحزاب بدأت تتكشف سوءاتها..ووجدوا أنفسهم أمام استحقاقات فاضحة لتواطئهم مع الحزب الوطني على الشعب الطيب ومصالحه الأساسية.

المثقفون تغلبت على أغلبهم فرديتهم النرجسية وتحوطاتهم ألمصلحيه فأخذوا جانبا بدعوى أنهم يتكشفون الأمور..بدلا من أن يتشبثوا صارخين بالفكرة التى فيها الخلاص من خمسين عاما استبداد وتسلط وخنق وتضييع للحرية والكرامة

الإسلاميون كالعادة بهم منذ وفاة الأستاذ البنا..ينتظرون ضحى الغد حتى تتبين لهم حقائق الأمور..أو حتى تضيع الأمور أيهما أقرب..!! ناهيك عن أن أهم عقل إستراتيجي بينهم استلزمت ضرورات كثيرة اتفقت عليها أطراف كثيرة أن يكون خارج دائرة صنع القرارفى هذه الفترة الحساسة بل ولم يفهم أحد مغزى دعواه لهم بالامتناع عن المشاركة السياسية المباشرة عشرين عاما.ساحبين من السلطة بذلك أخطر وأهم ذريعة تتحجج بها لحرمان أهل مصرمن الحياة السياسية الشرعية والشريفة.

وهكذا فكما كان محمد على فرصة هائلة اغتنمها المصريون بقيادة نخبة صالحة وشريفة فأتوا به على رأس السلطة..فالمصريون أمامهم الآن فرصة إن لم يغتنموها فستتحول – لا قدر الله – إلى أسوأ غصة فى حلقهم وحلق أحفادهم وأحفاد أحفادهم..لتصحيح شرعية الحكم في مصر..فإذا كانت الظروف الدولية هي التي حكمت بتوارث أسرة محمد على للحكم رغم أنه أتى بقرار شعبي..وهى أيضا التي حكمت بقبول حكم(التغلب)بعد الحرب العالمية الثانية وترتيبات الخريطة العالمية وقتها.فان الظروف الدولية الآن هي التي ستحكم بإلغاء التوارث والتغلب .

ليس علينا الآن إلا انتهاز هذه الفرصة التى قلما تتاح عبر التاريخ..

محمد البرادعى فرصة مكتملة لتحقيق(حقيقة الحقائق)فى حياة المصريين والتى حين تتوافر لهم يصبحون سادة الدنيا وهى حقيقة(الحكم الصالح)...

نحن الآن فى اللحظة التاريخية التي ينبغي أن نتهيىء ونتأهب فيها للحياة الكريمة السوية كباقي البشر...

No comments:

Post a Comment